من العادات القبيحة المستحدثة في الافراح ذبح الذبائح بطرا ورياء وسمعة واسرافا حتى يقال عنه كريم , وانه فلاناجوادا او تحت شعار " يزيد ولا ينقص" , وفي النهاية الطعام يزيد فوق المعقول ولا يؤكل ولا يوزع للفقراء بل يرمىبالزبالة الا من رحم ربي .
ونقول اولا : ان هذا من الاسراف الذي نهى الله عنه وذمهفقال( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الاعراف ٣١
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُواوَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُلْمَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْمَخِيلَةٌ " رواه البخاري ، وشرحه مصطفى البغا فقال: (إسراف) هو تجاوز الحد في كل فعل أو قول واستعماله فيالإنفاق أشهر من غيره وهو فيه الإنفاق زائدا عما ينبغيويليق ( مخيلة) من الخيلاء وهو التكبر. (ما شئت) مما أحلهالله تعالى. (أخطأتك. .) تجاوزتك ولم تحصل منك.
وحثنا الله على التوسط بالنفقة فقال: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْيُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) الفرقان/67
وثانيا: ذبح الحيوان من غير حاجة فقط بطرا او عبثا حتىيقال عنه انه كريم كالذبائح في الولائم من أجل الرياءوالسمعة والتفاخر بالكرم وهذا اثم بيّن واضح لان لا يجوزذبح الحيوان إلا للحاجة كأكله ؛وقال البغوي في سننه بابُكراهِية ذبْحِ الحيوانِ لِغيْرِ الأكْلِ فروى عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا، سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ قَتلِهِ»،قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: «أَنْ يَذْبَحَهَا، فَيَأْكُلَهَا، وَلايَقْطَعْ رَأْسَهَا، فَيَرْمِي بِهَا» كذلك رواه الشافعي والدارميوالحاكم وصححه الذهبي في التلخيص
وثالثا : عدم اهدار الطعام فقد حثنا النبي على حفظ الطعاموعدم هدره عبثا فمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتمرة فيالطريق فقال: "لو لا إني أخاف أن تكون من الصدقةلأكلتها" متفق عليه، والمراد من الحديث أن لو كانت هذهالتمرة من غير صدقة لما تركها هدرا وتذهب وتفسد بل اكلها، وهذا مما يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالنعمحتى لا تزول .
ورابعا: الذبح لغير الله تقربا وتعظيما، فهذا شرك أكبرمخرج عن الملة ومثال فلو قدم السلطان او الرئيس إلى بلدفذبح له، فإن كان تقربا وتعظيما فقط ، فإنه شرك أكبر،وتحرم هذه الذبائح، وعلامة ذلك: أنها تُذبح في وجهها ثمتترك ولو تؤكل أما لو ذبحت له إكراما وضيافة، وطبخت،وأكلت، فهذا من باب الإكرام، وليس بشرك ( ابن عثيمين فيكتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد)
وتذكروا الحفاظ على نعم الله فإنها ما نفرت من قوم فعادتإليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق