الاثنين، 12 مايو 2014

أهمية العلم في الاسلام


 أن استطعت أن تكون عالماً فكن عالماً ، وإن لم تكن عالماً فكن متعلماً ، وإن لم تكن متعلماً  فأحبهم  فإن لم تحبهم فلا تبغضهم فتهلك ، ولم يكرم  الله بني ادم ويشرفه على جميع خلقه إلا  بالعلم وخصه به وحده فقال تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها  ) , ولم يطلب الزيادة الا بالعلم قال تعالى "  وقل رب زدني علما " تأمل معي لم يقل زدني ايمانا  بل قال زدني علما , ولا ترتقي الأمم في درجات العلو إلا بقدر علومها، وإليك مثال الإمام حسن البصري كيف ساد في زمانه على غيره بعلمه بعد أن كان من الموالي ، فكلما أهتم المجتمع بالعلم زاد تفوقه ونجاحه وسموه وعلوه ، والبحث عن المعرفة من سمات العاقل الناجح، فلا تتفوق أمة على أختها الا بما انتجت في بحور العلم من الأبحاث وغيرها، وقد عرف هذا علماؤنا من قبل فاهتموا بالعلم وبرزوا فيه وما تركوا  مجال يقدروا عليه  إلا استهموا عليه وبرعوا فيه ونالوا درجات الشرف والاثر الطيب  ، واستوحوا أهمية العلم ومكانته من نصوص الشرع الذي حثت اللبيب العاقل عليه  ، فإن الله جل جلاله لا يرشد الناس إلا لما فيه صلاحهم وصلاح دنياهم , ولهذا حثهم على الاهتمام بالعلم سواء الديني ام الدنيوي كالطب وغيره من العلوم المطلوبة ، وفرض عليهم العلم فرضا : فرض عين أو كفائي، فقد ربط العلم بالإيمان في رفعة الدرجات  فكلما ازداد علما ازداد ايمانا، فالعلم طريق الإيمان ودليله  ،ولك شاهد في علماء  الفلك الذين اسلموا ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، خص سبحانه رَفْعَه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان، وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَا بِالْقِسْطِ} [آل عمران18
  وهل يستوي من  يعلم بالذي لا يعلم ؟ كلا والله شتان بمن تعلم وعلم وأفاد وخدم مجتمعه بعلمه ومن جهل فكان عدو نفسه وغيره بسبب جهله وان لم يقصد، قال تعالى  : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) أَي : إِنَّمَا  يعلم الفرق بين هذا وهذا من لهلب وهو العقل .
اما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بُعث معلما  واعتنى بالعلم وفرضه على كل مسلم بقوله صلى الله عليه وسلم : «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ"))  رواه ابن ماجة وصححه الألباني ، والجدير بالانتباه أن المراد بالعلم ليس الشرعي فقط وإنما كل علم يحتاجه المسلمون بدنياهم كالطب وغيره من العلوم الضرورية ،وإن قصر مجتمع في علم يضرهم نقصانه أثموا جميعا لتخلفهم عن تمكينه ، ولك في السيرة النبوية  خير مثال كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم أفدى أسارى بدر بأن يعلم كل أسير عشرة من المسلمين  القراءة والكتابة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بالكتابة وهو في امس الحاجة في وقتها إلى السلاح والعدة  وقيام الدولة الإسلامية ،فإنه من حكمته أيقن أن قيام الدولة لا يقوم على الأميين  بل على العلم وأهله ولذلك قضى على الجهل والأمية .
وأوصى - عليه الصلاة والسلام - بطلبته خيرا بقوله" :سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبا بوصية رسول الله وأفتوهم "ومن طلب العلم فهو في سبيل حتى يرجع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع " فهل بعد ذلك منزلة أعلى ؟ كذلك منزلة العلم والعالم على الجاهل كمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم على أدنى البشر ، وحتى الملائكة والحيتان تسلم وتبارك في ما يطلب العلم لما فيه من صلاح نفسه ومن حوله قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ("مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»: رواه الترمذي وصححه الالباني ،ومعنى يخفِضونَ أجنِحَتهُم تواضُعًا لهُ، لأنَّهم يُحبونَ الذي يخرُجُ لِطلبِ العلمِ لِما يعلمونَ منَ الشَّأنِ العظيمِ الذي يكونُ لهُ.
وحسبك ما قاله عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه مدارسة ساعة علم خير من قيام ليلة ، ومن أقوال الصحابي العالم معاذ بن جبل رضي الله عنه في طلب العلم : تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية و طلبه عبادة و مدارسته تسبيح و البحث عنه جهاد و تعليمه  لمن لا يعلمه صدقة و بذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة و الصاحب في الخلوة ، " وذاع دور الكتاب في الدولة الاسلامية فكثرت الترجمات والمؤلفات والمجلدات وبرزوا علماء بالطب والفلك وليس علوم الشرع فقط.
قرر علماء الاسلام أن أفضل عمل بعد الفروض هو الاشتغال في العلم ،لأنه يعود بالمنفعة على المتعلم والمجتمع بخلاف العابد الذي لا  ينفع الا نفسه وتقتصر عبادته عليه ولا تتعداه بخلاف العلم المتعدد نفعه, ولا حسد الا برجل اتاه الله علم وعلمه ، ونص بعض  الفقهاء على جواز اعطاء  الزكاة لطالب العلم ، ولا ينقطع المسلم من عمله الا بعلم ورثه وينتفع به بعده ، ولا خير في يوم طلعت عليه الشمس لم تزداد فيه علما ، فليساهم كل فرد بما يقدر عليه في ابراز أهل العلم ودعمهم فكريا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا ، فلا صلاح لنا  ولا رقي ولا فلاح وعلو الا بقدر اهتمامنا بالعلم ودعمه معنويا  وحسيا, وهذه جملة من النصائح  لطالب العلم  قالها الامام الشافعي رحمه الله    : أخي لن تنـال العلــم إلا بستــة *** سأنبيـــــــك عنـــها ببيــان
 ذكــاء وحـــرص وافتقـــار وغـربة *** وتلقين أستاذ وطول زمـان
ومن اراد الاستفاضة من الخير فليرجع الى كتاب الشيخ القرضاوي " الرسول والعلم " فإنه خير ما كُتب في هذا الباب فاللهم فقهنا وعلمنا ما لا نعلم الحمد  لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .  


الخميس، 1 مايو 2014

بركة الاغنام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتخذي غنما فإنها تروح بخير وتغدوا بخير»  وقال ايضا «اتخذوا الغنم فإنها بركة» .
وبلفظ اخر : [اتخذي غنما فإنها بركة] . الأحاديث الصحيحة للالباني