الخميس، 23 فبراير 2012

الرفق بالدعوة

في عصرنا تحولت الدعوة الى تنفير بدل الرفق فيها
وقد
قال العلامة ابن باز ـ رحمه الله
هذا العصر: عصر الرفق والصبر والحكمة ، وليس عصر الشدّة . الناس أكثرهم في جهل ، في غفلة وإيثار للدنيا ، فلا بدّ من الصبر ، ولا بدّ من الرفق ؛ حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلغ الناس ، وحتى يعلموا .

الأحد، 19 فبراير 2012

الكلام بالدين بغير علم

الكلام في الشرع بغير علم .

بسم الله الرحمن الرحيم

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته


وبعد :
فقد قال الله - جل جلاله – (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) .
والكلام بغير علمٍ أصلُ الشركِ والكفرانِ وأساسُ البدع والعصيان .
ولقدْ رأيتُ كما رأى غيري من جرأة على التوقيع عن رب العالمين ، وجرأةٍ في الكلام في دينِ الله ، في مُدلهمّ المسائلِ وخطيرِ القضايا ، رأيتُ شيئاً يغيظُ المؤمنين !
فإنكَ تجدُ عجباً من تطاولٍ على الكلامِ في دينِ الله ، ممن – والله ِ - لايُقيمُ نفسَه ! بلْهَ غيره !
تجدهُ يأتيكَ بثقةٍ متحدثاً متمعلماً متعالماً ، ويقولُ في كلّ مسألةٍ رأيهُ دونَ معرفةٍ بكتابِ الله ولاسنة ِ نبيّه – صلى الله عليهِ وسلّم – .
ولا أدري ممَّ استقى هذا المُتكلّم علمَه وكيفَ بنى رأيه ؟!
متفيهقٍ متضلعٍ بالجهل ذو *** ضلعٍ وذو جلحٍ من العرفانِ
مُزجى البضاعة في العلوم وإنه *** زاجٍ من الإيهامِ والهذيانِ
يشكو إلى اللهِ الحقوق تضلماً *** من جهله كشكاية الأبدان
من جاهلٍ متطببٍ يفتي الورى *** ويحيل ذاكَ على قضا الرحمن
ولو سألتُه عن مسألة ٍ من مسائلِ الطهارةِ لتورّع أن يتحدّثَ فيها ! أو حتى لم يعلم مايقول !
ثمّ تجده في مسائل الولاء والبراء ، والجهادِ والبيعة والإمامة ، يتحدّث كأنما قد قرأ السنةَ كلها ، وما – والله - قرأ عُشْر مِعشارِها !
ومن غير سابق علمٍ ولا اطلاعٍ على تفسير الصحابة والسلفِ وفهمهم !
ليتَ يُخبرني هذا الدعيّ الأثيم الصلفُ المُجترئ ! ليتَ يُخبرني كيفَ يتحدّثُ في جليلِ المسائلِ مع اعترافِه بالقصورِ في مسائلِ الديانةِ قصوراً شديداً ظاهراً !
ولا يظننٌَّ أنه لو قرأ حديثاً في مسألة ٍ أنه يتحدثُ فيهِ من فورِه !
فإنه لا يدري هل هذا حديثٌ عامٌ جاءَ ما يخصّصه ، أو مطلقٌ جاءَ ما يُقيّدهُ في قضيّةٍ معيّنة ، وكذا في كلام الله رب العالمين ، فإنَّ النصَّ الشرعيَ لا يؤخذ على حدة ، بل يُجمَعُ بينَ نُصوصِ الشارعِ ويُعرفُ المُرادُ من كلَِّ نصِّ !
وإنَّ بعضاً قد أطاعوا وصيّة إبليس ! في الكلام على الله بغيرِ علم ، وقد حذّر ربنا – تعالى – من ذلِكَ فقال – سبحانه - : (( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))
فواعجباً منكَ ياجَهول ! ألاترى تَشعُّبَ مسائل الشريعةِ وعِظَمَها ، فإن كانَ هؤلاءِ توصّلوا لأحكام أصولِ الدينش وأسسِ العقيدةِ وعُضْلِ المسائلِ وكِبارِها دونما جُهدٍ ، فما فائدة ُ العلم !
وهؤلاءِ أخذوا دينهم بـ(واضح ، وأحسه هكذا ، ولاتحتاج إلى كلام !) وهكذا من عِباراتٍ يذكرونها لُخلوّهم من العلم والدليل .
سمعتُ بكلّ داهيةٍ نآدٍ *** ولمْ أسمع بسرّاجٍ أديبِ !
وإن كنا نقول ُ أنه ليسَ مُجرّد قراءتِكَ لآية بمُجيزٍ لكَ أن تتكلّم في العلم ، لجهلِكَ بكثيرٍ من نصوصِ الكتابِ والسنّة ولجهلِكَ بلغة العرب ولجهلِكَ بعُرفِ الشارِع ومرادِه ، فكيفَ بمن لم يقرأ !وإنما يتكلّم بناءً على إحساسِه ! ووسوستِه ، وقد ينقُضُ أصلاً من أصولِ الدينِ ! وهو يهرِف بما لايعرف !
فهم حتى لم يقرؤوا كتبَ السنّة ولامُجرّد قراءةٍ ، بل قد تذكُرُ لأحدهم ممن تجدهُ يتكلّم في خطيرِ المسائلِ مما يتعلّق بالاعتقادِ ، ونحوهِ ، قد تذكر له حديثاً في صحيح البُخاريّ وتجده يسمعه لأول مرةٍ في حياتِه !
ولقد رأينا كثيراً ممن يحتجّونَ بآياتٍ لايعرفونَ عمومها من خصوصها مطلقها من مقيّدِها !
ولايعرفونَ التفريقَ بينَ الصحيح والسقيمِ ، بل وقد يبنونَ قولهم على حكايةٍ تُحكى لايُدرى أصلها !
وليسَ وصف المرء بأنه عامّيٌ ، يعني أنه لايحمِلُ شهادةً أو نحو ذلكَ ، بل قد يكون عامّيّا في علومِ الشريعةِ معَ أنَّه يحمِلُ أعلى الدرجاتِ الجامعيّة في تخصصٍ ما ، ولايجيزُ له ذلكَ الخوضَ في دينِ الله بغير علم !
فكونُه أديبٌ أو شاعرٌ أو واعظٌ أو قصاص أو حتى إمام مسجد أو أستاذٌ في حلقة ! لايُبيحُ له ذلكَ الكلامَ في دينِ اللهِ بغير علم !
فإن كانَ عنده علمٌ فمرحباً بهِ ، ولو كانَ لايُعرف ! ولو كانَ خادماً .
وإن لم يكن عندهُ علم فليصمت ولو كانَ شهيراً مشهورا !
وما أحسنَ والله ، أن ترى من لايتكلّم إلا فيما يعلَم ! ولايخوضُ إلا فيما يُحسن !
قالَ ابن مسعود – رضي الله عنه – (( من عَلِمَ فليقلْ ، ومَنْ لمْ يعلمْ فليقلِ : الله أعلم ؛ فإن من العلمِ أن يقولَ لما لايَعلمُ : لا أعلم )) أخرجه البخاريّ ، قالَ ابن حجر (( أي أن تمييز المعلومِ من المجهولِ نوعٌ من العلمِ )) ! . وقد صدق !
وما أسوأ أن ترى خوّاضاً مُنازلاً في حلائبِ العلمِ وهو غفل من العلم ! جاهل بالكتاب والسنّة !
ولايظنّ ظانٌ أن مجرّد الحماسِ للدين يجيز له الكلام بغيرِ علم !
بل هو حرامٌ عليهِ وحرامٌ على كلّ امرئٍ أن يتحدّث في دينِ الله بغير علمٍ ولو زعمَ أنّه يُدافعُ عن الدين !
والغريب مافي هؤلاءِ من البرودِ وموتِ القلبِ ، فتجدُ أحدهم يتحدّث ولايرى عواقِبَ قولِه ، يتحدّث ولايخاف أنه قال على الله بغير عِلم !
فبُعداً لهؤلاءِ الأموات ! فـ إنما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ !
وإني أعظ هؤلاء ! فإنهم موقوفونَ ليومٍ عظيم ! ورُبّ كلمةٍ يقولها أحدهم تهوي بهِ في النار سبعينَ خريفاً !
قدِّر لرجلكَ قبلَ الخطْوِ موضعها *** فمن علا زَلَقاً عن غِرَّةٍ زَلَجا
كلّ من سلكَ هذا المسلك نذكره أن العلم جليل القدر عظيم المنزلة فيه من الأصول والضوابط والمُقيِّداتِ مالابُدّ فيه من القراءة والبحث والطلب !

والعُذرُ مما في الكلامِ من التكرار ، والتداخلِ فإني كتبتُه وأنا غاضبٌ لشناعة مارأيتُ من الجرأة , !!
وصلى الله على مُحمّد وعلى آلهِ وصحبِه ومن تبعهم إلى يوم الدين .


وكتبه : مُحب السلف .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166635

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

سنن الله للنصر


( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ( 214 ) )

يقول تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ) قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا ، كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم ; ولهذا قال : ( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ) وهي : الأمراض ; والأسقام ، والآلام ، والمصائب والنوائب .

قال ابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو العالية ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومرة الهمداني ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والربيع ، والسدي ، ومقاتل بن حيان : ( البأساء ) الفقر . قال ابن عباس : ( والضراء ) السقم .

( وزلزلوا ) خوفا من الأعداء زلزالا شديدا ، وامتحنوا امتحانا عظيما ، كما جاء في الحديث الصحيح عن خباب بن الأرت قال : قلنا : يا رسول الله ، ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فقال : " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه ، لا يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ، لا يصرفه ذلك عن دينه " . ثم قال : " والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم قوم تستعجلون " .

وقال الله تعالى : ( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) [ العنكبوت : 1 3 ] .

وقد حصل من هذا جانب عظيم للصحابة ، رضي الله عنهم ، في يوم الأحزاب ، كما قال الله تعالى : ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) [ ص: 572 ] الآيات [ الأحزاب : 10 - 12 ] .

ولما سأل هرقل أبا سفيان : هل قاتلتموه ؟ قال : نعم . قال : فكيف كان الحرب بينكم ؟ قال : سجالا يدال علينا وندال عليه . قال : كذلك الرسل تبتلى ، ثم تكون لها العاقبة .

وقوله : ( مثل الذين خلوا من قبلكم ) أي : سنتهم . كما قال تعالى : ( فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين ) [ الزخرف : 8 ] .

وقوله : ( وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) أي : يستفتحون على أعدائهم ، ويدعون بقرب الفرج والمخرج ، عند ضيق الحال والشدة . قال الله تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب ) كما قال : ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) [ الشرح : 5 ، 6 ] .

وكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ; ولهذا قال تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب ) وفي حديث أبي رزين : " عجب ربك من قنوط عباده ، وقرب غيثه فينظر إليهم قنطين ، فيظل يضحك ، يعلم أن فرجهم قريب " الحديث .

الاثنين، 13 فبراير 2012

تعدد ابواب الخير

يحصر بعض الناس الخير في باب واحد ويغفل عنه ان الناس تختلف امكانياتهم وقدراتهم فمن له الامتياز في امر يفشل في غيره
والاسلام راعى ذلك واليك البيان
من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله ، دعي من أبواب - يعني : الجنة - يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام ، وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، وقال : هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر
الراوي: أبو هريرة صحيح البخاري