الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

الخيانة المقصودة

من تولى امر من امور المسلمين كحاكم او رئيس بلدية أو مدير مؤسسة عامة او ايتها منصب عام  يخدم به المسلمين من خلاله ، فيجب عليه ان يتخذ الأصلح  والأفضل وصاحب الكفاءة لقول النبي صلى الله عليه وسلم { : من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله } . وفي رواية : { من قلد رجلا عملا على عصابة ، وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه ، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين } رواه الحاكم 
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا لمودة أو قرابة بينهما ، فقد خان الله ورسوله والمسلمين .

وهذا واجب عليه فيجب عليه البحث عن المستحقين من المسلمين ، 
وعلى كل واحد من هؤلاء، أن يستنيب ويستعمل أصلح من يجده  ، وهذا في أئمة الصلاة والمؤذنين ، والمعلمين  ، فيجب   أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع أصلح من يقدر عليه ، ولا يقدم لمصلحة القرابة او صحبة او لمصلحة او مهما خرج عن نطاق الكفاءة والافضلية   . 

فإن عدل عن الأحق الأصلح إلى غيره ، لأجل قرابة بينهما أو صداقة ، أو موافقة في بلد ( كان يكونا من نفس البلد ) او جنس ( ذكر كان او انثى) أو لرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة ، أو غير ذلك من الأسباب ، أو لضغن في قلبه على الأحق والافضل أو عداوة بينهما  ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ، ودخل فيما نهي عنه في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } . 

ومثال على ذلك ثلاث طالبات تقدمن لوظيفة معينة ( معلمة او موظفة ) بعد اتمام سنين من الدراسة فالاولى اجدرهن واثقفهن واصلحهن واعلمهن واتقاهن واصلحهن للقيام بهذا الا ان كان نصيبها الرفض كونها لم تتغنج في كلامها او لانها لا تمت للمسؤول بقرابة معينة تربطه بها ، فان هذا التعيين خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والعلة فذ ذلك سبب اختياره ليس للأصلح وانما للقرابة وقد خان الله ورسوله والمجتمع ، 
وهذا ينطبق ايضا على مجتمع معين نصّب  وفضّل مسؤولا او حاكما او رئيسا  معينا عليهم وهم يوقنون انه خائن لدينه  ولمجتمعه  وما جعلهم يملّكوه  أمور المسلمين الا لمصلحة مؤقتة او لقرابة معينة تربطهم به او لمنصب وعدهم اياه ، فاذا وسد الأمر لغير اهله فقد ضاعت الأمانة وخان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واي ذنب اعظم من هذا ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق