الأربعاء، 10 يوليو 2013

الناس في رمضان


ان الناظر الى احوال الناس في رمضان وكيفية تعاملهم مع شهر رمضان  يمكنه القول انهم مختلفون كل الاختلاف وهم على اقسام . 

اما القسم الاول :نساء صائمات ومتبرجات ، وقوم نهارهم نوم  وليلهم فسق وفجور وسهر على المحرمات كمثل التلفاز والمسلسلات الهابطة التي تخدش الايمان والصيام  وتذهب الحسنات وعلى الدخان والأفلام والأغاني المرتفعة في المقهى، وجعلوا من الشهر شهر كل  وشرب ولهو ،  فيضيعون أوقاتهم فيقومون كأنهم قاموا على جيفة حمار، وهذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول. " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا على مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة " صححه الالباني , فانهم صاموا عن الاكل والشرب فقط   ولم يكفوا السنتهم وحواسهم عن الحرام فان هؤلاء وضعوا  حسناتهم في كيس مثقوب فذهب صومهم , وانقلبوا بنعمة الله خاسرين , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه البخاري

والقسم  الثاني : صوم بلا صلاة  وهؤلاء امرهم عجيب ، فان الذي فرض الصوم هو الذي فرض الصلاة ,وان الصلاة الركن الثاني كما ان الصوم الركن الرابع ,فالدين يقوم بالشهادة وبالصلاة والزكاة والصوم والحج  , ولا  فرق بين الاركان , وحسبهم حديث من ترك صلاة العصر فقد احبط عمله ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ "رواه البخاري
والقسم الثالث : لا صلاة ولا صوم ويجاهر ، فانه ظالم لنفسه وموبقها ومعرضها للندم والخسران والعذاب الاليم ، فانه باع اخرته بلذة زائلة مؤقتة ، والله لا يحب الجهر بالسوء، والمسلم معافى الا المجاهر. 

والقسم الرابع: بدا رمضان بالطاعات والمسارعة للخير لا يفوته خير والا كان سباق فيه , الا انه في اواخر رمضان نكص على عقبيه وبدا الفتور يدخل في طاعته  فأصابه وهن بعد قوة , فمثله كمثل الفرس الذي انطلقت مسرعة حتى تعبت قبل نقطة النهاية فخسرت ، ولن تنفعها  سرعتها وانطلاقتها القوية في بداية السباق .او كالذي نقضت غزلها من بعد قوة .

والقسم الخامس : ترك الصيام  بغير عذر, فانه اتى كبيرة من الكبائر , من ترك صوم شهر رمضان متعمداً كسلاً وتهاوناً ولو يوماً واحداً منه ، ولم يكن جاحدا لوجوبه فهو فاسق وليس بكافر، بحيث إنه لم ينو صومه من الأصل، فقد أتى كبيرةً من كبائر الذنوب، وتجب عليه التوبة ،وإلى هذا ذهب  أهل العلم  ومن الادلة  قول الله تعالى { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُوْلئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229]ووجه الدلالة: أنَّ ترْكَ صوم رمضان من تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يُقبل منه وقد ثبت فيه من الوعيد ما يفري الأكباد ويقض المضاجع، فعن أبي إمامة  رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقال: إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم." صححه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر, وقال الحافظ الذهبي رحمه الله: وعند المؤمنين مقرر: من ترك صوم رمضان بلا عذر بلا مرض ولا غرض فإنه شر من الزاني والمكَّاس ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال.
واختلفوا اهلم العلم  هل عليه القضاء أم لا؟ على قولين:  القول الأول: عليه القضاء  ، وبه أفتى ابن باز ,والقول الثاني: لا يلزمه القضاء، ، واختاره ابن تيمية  ، وابن عثيمين  .
واما القسم السادس : وهم الفائزون  الذين  افلحوا وكانوا من الصديقين والشهداء ،فعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شهدت أن لا إله إلا الله وانك  رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان  وقمته وآتيت الزكاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان  من الصديقين والشهداء" .رواه البزار وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان وصححه الالباني 
 والذين امتثلوا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ": «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » رواه البخاري ,وكانوا من أصحاب القران  وذكروا الله كثيرا    وهم من سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمفرِّدين، فقال: (سبق المفردون)، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: (الذاكرون الله كثيراً، والذاكرات) رواه مسلم.
وهم الذين اقاموا الصلاة  ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» .رواه اهل السنن وصححه الالباني
وتصدقوا وكانوا من المتسارعين في الخير والعمل الصالح . روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال:" أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله  عز وجل  سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا " حسنه الالباني  , ولم ينسوا الدعاء وطلبوا حوائجهم فقضاهن الله لهم , قال الله رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده ودعوة الصائم ودعوة المسافر" حسنه الالباني .
فان هؤلاء علموا ان رمضان شهر الطاعة والمغفرة والعبادة والقربى فاغتنموا  الشهر وربحوا البيعة  فكن منهم وانصح الانواع الاخرى ليكونوا مثلهم, فان رمضان شهر في العام فاغتنمه  ، قال جابر رضي الله عنه: "ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء".
وحسبك قول  الرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلم يفتح مِنْهَا بَاب الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِأَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أقصر ن وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وصححه الالباني  

كتبه العبد الفقير سمير ابو تيلخ في الاول من رمضان لعام 1434 الموافق 10-7-2013م
 
 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق